
نعم ولما الأندهاش ..فنحن نسكن في منازل من ورق شكلا بلا مضمون إذا نظرت إليها من بعيد تغمرك سعادة لم ولن تشعر بها ثانية , ولكنك إذا دققت النظر ودخلت وتعمقت في منازلنا لن تجد لها أساس فهي شكلا بلا مضمون ......
تبهرك منازلنا ولكن ذلك لفترة قصيره ومن بعدها عندما تتفهم الوضع ستشعر باللألم وذلك ليس كلامي فالحكماء قديما قالوا :
" إن اللألم يبدأ بالفهم "
نحن الأجيال نتفاوت بين الكبار والصغار ..يضمنا منزل واحد وكأن الله يختبرنا هل سنفهم حكمته أم لا , جعلنا سبحانه عز وجل مختلفين في العقول والفكر والطباع رغم أن دمائنا واحده وجعلنا نجلس معا في مكان واحد ليري هل سيستوعب كلا منا الأخر ويتفهمه أم سيبذل كلا منا جهده في القضاء علي الأخر ؟؟
وأعتقد أنك تعرف الأجابه .....
الأباء والأمهات في بلادنا تراهم يأمرون أبناؤهم بعدم الكذب وأن يتمرنوا دائما علي قول الصدق وهم أول من يكذبون ..يعلموننا النظافه وأنها من الأيمان ولكنهم لا يفعلون ما يقولون وستجد منهم الأطباء والمهندسين يلقون بالقمامه في شوارع بلادنا بكل فخر وفي نفس الوقت يأمرون أولادهم بالنظافه وستجد أيضا مناور منازلهم مليئه بالقمامه وفي النهايه هم أطباء ومهندسين وهذا ما يطلقون عليه اسم " ثقافة التخلف "..يطالبون بالحريه في الخارج وهم رواد الديكتاتوريه في الداخل ...فاقد الشئ لا يعطيه
وإن تحدثنا نحن الشباب معهم وتناقشنا يكون الرد : من تكونوا أنتم لتنطقون إلزموا الصمت نحن من يقرر نحن من يأمر وعليكم السمع والطاعه , أنتم التافهين بلا عقول تأكلون وتشربون تمرحون وتموجون لاتفعلون شئ سوي الجدال وكما تري يا عزيزي ...هذه هي نهايه الحوار الديموقراطي بينا نحن الأبناء وبين الأباء صراع لا ينتهي ...وفجوه كبيره داخل منازلنا تتسع يوما بعد يوم
فهي بالفعل منازل من ورق إذا جاءت ريح شديده ستهدمها وإذا سقط المطر سيغرقها ....
أتسأل كثيرا أين الحب الذي ندعوا إليه ليل نهار في منازلنا ؟؟
أين القيم والمبادئ هل هي شعارات ندعوا إليها ونحن أول من يتجاهلها ؟؟
أين الحريه في الداخل ؟ أين العدل ؟ نعيب علي الكبار في بلادنا ممن يتقلدون مناصب سياسيه وإجتماعيه رغم أننا في مناصبنا الصغيره نفشل في إدارتها
ننظر للأخر ونسينا أن ننظر لأنفسنا نشعر وكأننا ملائكة ترفرف بأجنحتها والأخر هو الشيطان اللعين الذي يهددنا ويجب أن نقومه وننقده وأحيانا نجلده حتي يقر ويعترف أنه خاطئ في كل شئ ..ونحن دائما علي صواب !!
الحياه الأجتماعيه في مصر ...حالتها سيئه فهي داخل غرفة الأنعاش تطلب منك ومن غيرك قبل أن تطالب بالحريه وبالديموقراطيه في الخارج أن تصنعها أولا بالداخل ...أن تبني الأنسان الذي يحقق لك الحريه والديموقراطيه بناء صحيح ولا تجعل منه مريض نفسي لا يعرف أين يذهب ولا مع من يتحدث رغم أن بجانبه الحضن والدفئ ولكنه أبعد ما يكون عنه ..لتصبح النتيجه أننا غرباء بداخل الوطن الأصغر وهو منزلنا وأيضا غرباء في الوطن الأكبر " مصر "
عزيزي القارئ اسمح لي أن اطرح عليك سؤال ...كم مره من المرات جلست مع عائلتك تتناقشون وتضحكون من القلب ؟؟ كم مره أرتميت في حضن والدتك بلا خجل ؟؟ كم مره نظرت إلي أهلك وقولت لهم أحبكم رغم كل شئ ؟؟
كم مره يا عزيزي جلس معك والدك ليسألك عن أحلامك وعن مستقبلك كيف ترسمه ؟؟
وعلي النقيض كم مره شعرت بالوحده والغربه في وسط أقرب الناس إليك ؟؟
فقدنا المعاني والأحساس بها... ندعوا إليها رغم أننا لم نتذوق طعمها ..لا نعرف معني الأمومه الصحيح ولا مفهوم الأبوه بمسئولياتها الضخمه فكفي عزيزي القارئ بالمرئ أن يضيع من يعول ...حتي الأخ والأخت صاروا أبعد ما يكون إن الدوله الصغيره داخل منازلنا أصابها زلزال ...حتي عندما حاولنا نحن الصغار أن نصعد لعقول الكبار بعد رفضهم للنزول إلي عقولنا ...للأسف فشلنا
وهذا ليس بتعميم ولكننا نتكلم عن معاناة عدد كبير منا ونعلم أن هناك نماذج مشرفه أباء وأبناء ...ولكننا نسلط الضوء علي الشئ البغيض ليصير كمان نتمني فنحن من يملك الغد شئنا أم أبينا
أدعوا من هنا من هذا المنبر أن نعود نحن البشر لطباع البشر من جديد ..شعرت كثيرا أنه ليس الأبناء من يحتاج للتربيه ولأعادة التأهيل بل الأباء هم من يحتاجون إليها لتصير منازلنا منازل بمعني الكلمه شكلا ومضمونا
وليست منــــــــــازل من ورق
إمضاء:
نــــــــــــاهد سمير