Sunday, May 17, 2009

أيكاروس في هواه خادم مهندم وذلك أمر مسلم






وهنا لا يجد أيكاروس سوي الصمت فالحلم الذي ظل يسير وراؤه تحطم في لحظه وشعر وكأنه طفل معلق بين رحم أمه وبين الخروج للحياه يعافر ويعافر فإما أن يموت مختنق بين جدران رحم أمه وإما أن يخرج للحياه ويستنشق عطرها , فتتساقط الدموع بداخله وكأنها نيران تكويه وظل قلبه يخفق بشده وأكمل حديثه معها وقال بين طيات نفسه الأتي ................





أه يا حيرتي ...


أه يا لوعتي...


جئت لأتعلم علي يداها معني الراحه والأمان


فعرفت جيداً طعم الشقاء , أحبها ولا أعلم كيف أحكي , وبماذا أشكي وها أنا ذا وحدي منفطر القلب أبكي


....ودموعي تتساقط بين ضلوعي كالسيل الجارف الذي يطيح بكل أركاني ..


لماذا يا فاتنتي نادتني عيناكي , وقالت أتمناك أيكاروس أحبك


وعندما أحببتك ولبيت النداء بكلمة منك تحطمت كل الأحلام والأماني


ااااااااااااه ليتني لم أكن


...





وهنا يجبر أيكاروس الصوت الصارخ في أحشاءه علي الصمت , وحبس دموعه بين جفنيه وأخذ يتنفس بصعوبه وكأنه علي حافة الموت , وهو ينظر لمحبوبته وهي شريده بعيده , ولغيره تدافع وتمانع وتعاند حتي الوالي وتتنهد إشفاقاً علي ما مر مع معشوقها من حلو الليالي ...





أيكاروس : سأساعدك يا فتاتي


فورتونا : أحقاً يا أيكاروس ما تقول ؟...


وقالت محدثة نفسها : اااااااااه أخيراً يا فورتونا سيعود إليك الحبيب ورفيق الطريق أخيراً ستطمئن يا قلب من حزنه أشفقت عليه الليالي..





وهنا ينبض قلب أيكاروس بشده فكل كلمة منها عمن تهوي تشق صدره وتطعنه في قلبه الذي تعلم معني الهوا علي يداها ...





وكالعاده يصيح بيكاسوس معلناً غضبه علي ما يستمع إليه ثائراً من أجل فارسه المحطم ...ووسط كل ذلك فجأه يستقيظ أحد الأفراد في منزل فورتونا ويضيئ الأنوار في غرفتها ...فيكشف الضؤ أكثر عن جمالها فأضاءت هي بنورها حلكة الليل فهي فتاة في الـ 20 من عمرها ذات شعر طويل سواده أحلك من سواد الليل في أقرص ليالي الشتاء , وعيناها واسعتان ولصوتها ترق العصافير وتنصت لها وكأنها تغني ....





فنظر إليها أيكاروس بأعين العاشق المتيم وقال بين طيات نفسه :



اااااااااااه يا أميرتي ...


ااااااااااه يا حبيبتي ...


اليوم أعشقك


وغداً لغيري مرتقب


العمر كله بجوارك ولم أعرفك


فتاتي ..عن حلمي أبتعد


ومن غدِ أرتعد


طننت أنني الفارس المرتقب


فأكتشفت أنني في مجلس الأحبه


عضوِ منتدب


حب أتمناه يتركني


وبعنياه يؤلمني


وفي هواه عذبني


محبوبتي في عمري القادم


أنا عاشق متيم


و لك خادم مهندم


فذلك في الهوا


أمر بديهي مسلم
...





وأرتبكت فورتونا وأشارت إليه أن يذهب وبالفعل تركها ورحل ولكن قبل أن يستدير بفرسه نظر إليها نظرة تعجبت فورتونا منها ولكن شعرت بها وكأنها علمت دون أن تعلم أنه يهواها ...





سار ممتطياً فرسه إلي أن وصل إلي خلوته ونزل من علي ظهر رفيقه بيكاسوس وجلس بجوار شجرته التي تأويه كل ليله وهو يسند برأسه عليها فتستمع هي بدورها إلي أفكاره دون أن يعلم وتشاطره الحزن والألم وتشعره بذلك عندما تأويه وتظله وتحميه من المخاطر فكل ما يحيط بأيكاروس يهواه لآن قلبه يعرف معني الحياه ...





وظل بيكاسوس مستمعاً لآهات فارسه وبكاؤه وقلبه الذي ينفطر من حب لم ينعم به , وهنا عجز أيكاروس عن مقاومة مشاعره فقال :



أه أحبها.....


وتحملت طيلة السنين غيابها


نعم ألومها


علي ما فعتله بقلبي وعيناي


وتعذيبها لي في بدايتي ومنتهاي


رباااااااااه ماذا يفعل شارد مثلي ؟


لما رأيتها ؟


لما أحببتها ؟


وحيد أنا شريد طريد منذ الصغر


وعند الشباب دق الهوا جدران القلب


فبدلاً من أن يسعدني سرق نبض فلبي


وتركني جثة هامده تتلاعب بها الصقور


ااااااااااااااااااااااااه ليتني لم أكن !!
..





وهنا صاح بيكاسوس في حزن وألم علي فارسه المحطم وكأنه يقول له :



كفااااااااك يا رفيقي ستعلمك الأيام أن ما تفعله لن ترق له الجفون ولن تمسح دموع عيناك سوي يداك فورتونا قد تستحق و قد لا تستحق أنفطار قلبك بين طيات ليل حزين فتمهل ..لا تطلب الموت وأنت من علم حتي الطير معني الحياه
وبكي بيكاسوس بدموع ترسم حزنه علي فارسه وهنا قرر أيكاروس أن يساعدها بالفعل أن تعود لمعشوقها السجين وبينما يدبر الأمر في عقله خطرت له تلك الفكره ........







وللحديث بقيه ...




نـــــــــاهد سمير

أيكاروس.. فارس لا يعرف معني الحياه





سوق البلده ممتلئ بالصخب وأهل القريه من بائع لبائع يبتاعون إحتياجاتهم , وهنا من يسرق غيره, و أيضاً من تواعد المحبوب لتلقيه بنظره تقول له بها " أه أشتاقت إليك " ليقول هو لها في همس " أتراني احلم ؟ " أطفال يلعبون وكثيراً ما يقومون بالمقالب المضحكه ...وحرس الوالي يراقبون الجميع من بعيد فإن كان هناك من يخطئ فالسياف يصيح كل يوم تنفيذاً لرغبة الوالي " هل مزيد " ..

وفجأه يصيح " بيكاسوس " معلناً قدوم صديقه أيكاروس ...الفارس الهمام الذي يقدره الجميع , في عيناه يسكن معني الحريه وملامحه علي جانبيها حزن دفين وذكري لم يعد يتحملها , ولكنه يحملها أينما ذهب ..طفل كبير بقلبه وحكيم في عقله ...يبحث عن شئ ما لا يعرف هويته ولكنه يستميت في سبيل الوصول إليه ..

وها هو أيكاروس يلقي التحيه علي بائعي السوق ..مرحبا يا رجال وسع الله رزقكم اليوم ...البائعين : أدعوا لنا أيكاروس فأنت رمز الحرية في بلادنا أيكاروس : أدعو لكم من كل قلبي فأدعوا لي ان أستريح من حيرتي

وهنا يتركهم ويكمل سيره في سوق المدينه وكأنه بالفعل جاء ليبحث عن شئ يجهله وظل يسير باحثاً عن هذا الشئ الذي يعلم جيداً انه سيجده وحينها ستبدأ الحياه.. الجميع ينظر إليه وهو يسير في شموخ ...فهو يسير بخطوات تعلمك معني الحكمه بفرس له سواد الليل عيناه تقول الكثير, يعطيك دروس في الشموخ والكرامة حين يرفع هامته لأعلي ويصيح منبهاً فارسه وكأنه يقول له : " ها قد حان وقت الرحيل " ...

وفجأه يري أيكاروس طفل صغير يبكي بشده يسير وراء أمه ممسكأ بأطراف جلبابها , فنظر إليه أيكاروس وتذكر ما كان في الأيام الماضيه ..فقد كان أيكاروس طفل عنيد منذ نعومة أظافره متمرد علي كل شئ سيئ راغب في الحياه ..لم ينعم بشئ منذ الصغر ورغم ذلك لم يفقد الأمل , وحده طوال الوقت ولكنه مسمتع فيكفيه فرسه بيكاسوس الذي كبر معه يوم بعد يوم ..دموعه في ليالي كثيره حفرت علي الصخور قصص لا تعد ولا تحصي لا يعلمها سواه ...وهنا ينزل بشموخ من علي فرسه ويجلس علي قدميه ليقترب من الطفل بود وحنان أستغربه الطفل ذاته , فمسح دموع الطفل وأعطاه قطعة حلوي وقال له في حزم مغلف بحكمه :

" لا تبكي يا صغيري ..فقط ابتسم فغداً أفضل ويكفيك انك بجوار الوطن فأمك هي الوطن فأنعم به فمن سواك لا يعرف اين تكون أرض وطنه , ورغم ذلك يبتسم فما بالك بك أنت ..هيا أبتسم ....وينظر إليه أيكاروس وكأنه ينظر لنفسه في المرأه ليري ماضيه ها هو هنا يقف أمامه واقع محير يسعده ويبكيه في الوقت ذاته ...وبينما يحاول أن يمتطي فرسه ليكمل سيره في سوق البلده ..

اه أعذرني يا هذا

تلك هي الجمله التي قالتها الفتاه صاحبة العينان الساحرتان ..." فورتونا " عندما أصطدمت بكتفي أيكاروس , وما ان رأي عيناها إلا وقع في حبها وقال بين طيات نفسه : " ها قد وجدت ما كنت أبحث عنه " ...فألقته بنظره محيره ما زال لا يعرف معناها إلي الأن , وأكملت سيرها فتاهت منه وسط زحام السوق , فظل يبحث عنها ولم يجدها ومن بعدها أخذ يجول البلده كل يوم باحثاً عنها , وعند نهاية اليوم يجلس في مكانه المعتاد عند أخر البلده وحيد شريد لا يذكر سوي نظرة عيناها ...

وهنا يقترب من فرسه بحنان معتاد وينظر لعيناه ويحدثه

اه أحببتها يا خليلي لا أعلم متي ولا أين أجدها ولكني أعشقها فها قد علمت أخيراً ما كنت أبحث عنه ها قد وجت مؤنسي في وحدتي ظللت العمر بأكمله أبحث عنها وها قد وجدتها بجواري دون ان أدري .., وسأظل أبحث عنها حتي وأن أضطررت ان أموت لأجلها

فيصيح بيكاسوس في غضب وينظر إلي رفيقه بإشفاق بلغ ذراه ودمعت عيناه خوفاً علي أيكاروس وكأنه بالفعل كان يعلم ما تخفيه الأيام ..
وكالمعتاد في كل صباح يسير أيكاروس في البلده بحثاً عن محبوبته " فورتونا " , وبالفعل وجدها تبتاع من السوق فسار وراءها حتي علم بمكان منزلها , وذهب إليها ليلاً وأسقل شرفتها نادي : هل لي أن اتحدث إليكي يا فاتنتي ؟

وخرجت من الشرفه فتاه يختفي القمر خجلاً من جمالها الفاتنقالت : من انت يا هذا ؟أيكاروس : فارس يرغب في مساعدتك لمحت في عيناكي منذ رأيتك نظره محيره وحزن كبير وأصابتني سهام عيناكي فهل لي أن أساعدك ؟

قالت :وهي تتنهد اااااااااااه يا أيكاروس فقد وقعت في بحور الهوا ومحبوبي حبيس في سجون الوالي ..كل يوم أطلب الموت ولكني أخاف عليه فهكذا أقتله مرتين مره وهو بعيداً عني في سجن الوالي ومره أخري بموتي فقد أرتضي بالسجن من أجلي ...فالوالي يهواني وانا لا أتمني سوي محبوبي ...وفجأه تبكي " فورتونا "

وهنا لا يجد أيكاروس سوي الصمت فالحلم الذي ظل يسير وراؤه تحطم في لحظه وشعر وكأنه طفل معلق بين رحم أمه وبين الخروج للحياه يعافر ويعافر فإما أن يموت مختنق بين جدران رحم أمه وإما أن يخرج للحياه ويستنشق عطرها , فتتساقط الدموع بداخله وكأنها نيران تكويه وظل قلبه يخفق بشده وأكمل حديثه معها وقال : ................

وللحديث
بقيه مع أيكاروس
نــــــــــاهد سمير