Friday, April 14, 2017

في زيارتي الأولى لسوهاج..



في رحلتي الأولى لسوهاج اللي بدأت امبارح الساعة 12 إلا ربع صباحًا، طول السبع ساعات فضلت صاحية لأني ما بحسش بأمان طول ما حد راكب جنبي في أي مواصلة، خاصة لو راجل أو شاب، وأحب دايمًا في أي سفر أو مشوار عادي أركب جنب الشباك لأنه بالنسبة لي ونس، بشوف من خلاله الناس، والشوارع، وأفتكر حاجات حلوة تفرح، وحاجات تانية مؤلمة، وكأن الشباك شجن بيختصر في طلة من مساحة محدودة بتعيد جوايا حاجات كتير في مدة قصيرة.

أول حاجه لفتت إنتباهي في طريق دخولنا سوهاج، إنه صعب ع الأقل بالنسبة لي، جبال ع الجنبين، وجبال مهياش حنينة، لكن العكس صحيح، طبيعتة الطريق "واعرة كيف ما بيقولوا عليها"، بقيت أقول لنفسي يدي العافية للي بصحته وعمره مهد طريق بالشكل ده لناس تمشي عليه والله، وينوله من دعوة أمه له بالخير.

سوهاج لحد دلوقتي بالنسبة لي محافظة هادية جدًا، رايقة، مفيهاش زحمة كتير، المطاعم فيها حلوة وأكلها ابن ناس، ناسها اللي أتعاملت معاهم ودودين وبيتعرفوا ع الناس بسرعة.

لما سمعت أول راجل هناك وهو بيتكلم عرفت وش إن كل المسلسلات اللي بتتكلم عن الجنوب خاصة الصعيد، لهجتها كلها سوهاجية، وافتكرت شخصية "رفيع بيك" اللي عملها الله يرحمه ممدوح عبد العليم، وبقيت أقرا له الفاتحة.

المعمار في سوهاج حلو ومش عالي، لكن ده لا يمنع إن بقى في ناس من بناة الأبراج الكبيرة اللي بتحجب الشمس وشكلها وحش بزيادة.

النهارده شوفت رجالة وشباب رايحين يتخانقوا من شباك المطعم اللي كنت باكل فيه، كانوا ماشيين ورا بعض وشوشهم فيها نفور وهدوء اللي عارف إنه رايح يكسب الطرف التاني، في شاب منهم كان ماسك نبوت ماشي كان شكله مضحك جدًا وفكرني بـ نجاح الموجي.

البنات هناك بمختلف مستواياتها الإقتصادية، بتشرب عصير قصب في كيس زي ما كنا بنعمل زمان، وشكلهم حلو.

من الحاجات الحلوة اللي شوفتها في سوهاج، عادة حلوة بتعملها الستات في مصر عشان تحافظ على خزينها من التوم والبصل، في سطح بيت جميل كده باين من بعيد وأنا ماشية في الشارع، أوضة بحالها متقفلة بسلك يسمح بمرور الهوا من خلاله ومتعلق في سطح الأوضة بشكل جميل توم كتير جنب بعضه كان شكلهم حلو جدًا، افتكرت ساعتها ماما وهي بتحط التوم والبصل في البلكونة عشان ما يبوظش بسرعة.

لما روحت أعمل مشوار الصبح شوفت طفل صغير أعتقد يدي 11سنة مثلًا عيلته أعتقد فقيرة فهو بيشتغل بيسرح ببضاعة زي مناديل وخلافه، وبيقف عند محلات الأكل يطلب مساعدة، و وأنا خارجه من المحل اللي كنت باكل فيه شوفته تاني، نظرته كان فيها صعبانية حقيقية عكس اللي بنشوفه من نطاعة وتمثيل في القاهرة من كبار وصغار، قربت منه وأديلته اللي في النصيب، وسألته اسمك إيه قالي "علي" قولتله ربنا يحميك ومعاك يا علي وطبطبت عليه ومشيت، بس حقيقي نظرته مش هنساها لأنه كان بيقول "تعبت" من غير كلام.

وأخيرًا أوضتي في الفندق اللي ع النيل، تشرح القلب، لكن هيفضل النيل في المنيا وأسوان هو الأكثر قربًا لقلبي خاصة أسوان.