Friday, June 19, 2009

رغم كل شئ لسه في بينا أزمة سمع




يمكن نكون أصحاب وأخوات , في اللي منا قريبين لكن بعاد , وناس بعاد عننا لكنهم أقرب الأقربين للقلب وللعين ..ده غير بقي الخطاب والمتجوزين اللي من بعض مخنوقين , وأم وأب ملهومش دعوه ببعض وزهقانين , وحكومه وشعب فاقدين السمع وسايقين علي بعض اللوع ....




بيمر مجتمعنا المصون , ودولتنا الحبيبه بأزمه يمكن أخطر من أزمة رغيف العيش والسكن وهي " أزمة السمع " رغم إن ربنا سبحانه وتعالي خلقنا بفم واحد وودنين لحكمه بنعمل نفسنا مش عارفنها رغم إنها واضحه وضوح الشمس وهي : إننا لازم نسمع أكتر ما بنتكلم ...نفهم غيرنا , ونحضنه بإبتسامه نستوعبه ونحسسه إنه بجد مش لوحده في عالم مليان أشباه بني أدمين , لكن للأسف الوضع بينا كالأتي :




علي مستوي الأصحاب والأخوات والحبايب واللي غايب




كل واحد في وادي عايش مع نفسه وتسأله ليه بقيت كده ؟ ..يقولك زهقت وقرفت محدش فاهمني ولا حاسسني ولا بيسمعني ولا عنده نيه حتي إنه في يوم يسمعني يبقي من الأخر الواحد يعيش لوحده ومع نفسه أحسن , ولما تسأل اللي حواليه هما ليه مش جمبه ومعاه رغم إنهم محتاجينه وهو كمان في أشد الإحتياج لهم ؟..تلاقي ردهم نفس رده أنه لا فاهمهم ولا حاسسهم ولا بيسمعهم فسابوه ودوروا علي الغريب اللي يعملوا منه حد منهم قريب ..سابوه معنوياً لكنهم معاه مادياً وهو ده المطلوب إثباته .




أما لو أتنين بيحبوا بعض ...




تلاقي الشاب بيقولك أيه ..هي حلوه وطيبه وبحبها وبنت ناس بس مش فاهماني ولا حساني , ده غير إن دماغها بعيد أوي عن دماغي وكمان هي أذكي مني وده مخوفني أنا من الأخر عايز واحده تسمعني إنما دي مش بتسمع غير نفسها وكلام مامتها ..




والبنوته بقي تقولك إيه ..هو كويس وابن ناس وبيحبني لكن مش فاهمني ولا بيسمعني عملي جداً وأنا مش هاروح أترجاه يفهمني ويسمعني أنا عندي كرامه ولازم هو اللي يبدأ , ده غير إنه طول الوقت بيقلل من تفكيري وبسأل نفسي كتير لما هو بيقلل مني ومش بيسمعني طب أختارني ليه ؟ مش عارفه بقي أعمل إيه ؟




بعد الجـــــــــــــــواز ..




بابا : دايماً مشغول , ولما بيروح الشغل بيسمع بلاوي وشكاوي وتهزيق من المدير وبيرجع بقي كاره نفسه والعيشه واللي عايشنها ومش عايز يسمع نص كلمه لأنه شويه وهاينفجر عايز يا إما ينام يا إما يتفرج ع الماتش ....يعني لا بيسمع مراته ولا عايزها تسمعه لأنه بيحس أن كلامها تفاهات , وبعدين عنده البديل أصحابه ع القهوه أو لما يغلب بيكلم السيجاره اللي هي أفضل صديق بالنسبه له , ده غير إن المدام لو فكرت تشتكي أو تحكي تبقي ليله فل وممكن يعمل فيها زي عمو اللي رمي مراته وبنته من بلكونة شقتهم في الدور السابع ..




ماما : مشغوله وتعبانه وقرفانه ورافعه دايماً شعار " انا اللي جيبت ده كله لنفسي أنا اللي استاهل " ..لا منها بتسمع ولادها ولا حتي بتحاول تسمع نفسها دايماً يا في المطبخ يا الحمام , ما بتسمعش جوزها ولا بتسمعه كلمه حلوه , لكن ممكن ترغي في ودانه شويه عن مين عمل إيه وليه ؟ ..أهو تضييع وقت وتعبير عن الفراغ بطريقه غير مباشره مش أكتر ...




وينتهي المشهد بصمت رهيب وأتنين قاعدين قدام التليفزيون هو نايم علي روحه بقاله ساعه من التعب , وهي بتستعيد ذكريات الخطوبه اللي عمرها ما هاترجع وتتنهد بصوت واطي عشان تفضل محافظه علي كرامتها ....غريبه أوي بجد ...إحنا لو فكرنا شويه هانلاقي إن قبل الجواز اللي كان بيربط ماما وبابا شوية مشاعر لكن بعد الجواز المفروض أن الرابط بينهم شرعي وديني ويعتبر أقوي من شوية المشاعر الملهلبه اللي كانت في الأول يعني مفروض يقربوا أكتر لكن بالعكس , وبرغم إن بيجي أطفال هما رابط إنساني قوي جداً ووثاق برئ وطفولي إلا أن ماما وبابا كل ما الرابط بيبقي أقوي كل واحد فيهم بيحس قال إيه ان حريته بتتقيد أكتر , وبالتالي الكلام بيقل والسمع بينعدم ...فكلما زاد الرابط كلما زاد البعد إذن العلاقه بين ماما وبابا طرديه علي طول الخط ..




حكومه وشعب ..




حكومه ملاوعه وسايقه الدلع عرفت إزاي تدرس الشعب من أصوله أباً عن جد فهمته عرفت إزاي تخليه يحس إن له رأي رغم إنها لو بصينا كويس للصوره هانعرف أنها علمته إزاي يضيع حقه ويفقد رأيه ويخبط راسه في اتخن حيط , وهي يا حرام سايقه العبيط ورافعه شعار " هنا الحريه اللي عايز يقول حاجه يقولها لكن يقابلني بقي لو لاقي اللي يسمعه " ...




الشعب ..ضايع , تايه فاقد للهويه بمزاجه , علي طول عامل دماغ ورغم إن الدماغ دي مفروض إنها تعلي من تركيزه إلا إنها بتفقده كله شئ ماعدا التهييس ..بقي بيتكلم بدون فهم أحياناً , بيستغل عن طريق شراذم بشر لهم أهداف غير نبيله بالمره ..عايز علي طول يتكلم وبس لكنه مازال مصر لا يسمع غيره ولا يتقبله ..وزي ما قال واحد من الممثلين في مسرحية ماما أمريكا " باب القلعه مش مقلوب إحنا اللي ماشيين بالشقلوب ولازم نتعدل




للأصحاب والأخوات وكمان الأحباب...لكل أب وكل أم عايشين في بانسيون مفروض أنه للأسره بيت وحضن لكل حكومه وشعب عايشين في كهف مفروض إنه إماره وللمستقبل طريق ودرب ...أفيــــــــــــــقوا......




المشكله أكبر بكتير من كونها مشكلة سمع إحنا للأسف بنمر بأزمة إنسان ...


وإلا مكناش نلاقي مرضي الوحده في زيادة بشعه ومرعبه ..فضلوا الوحده علي البشر كصديق ورفيق للطريق رغم بغضهم لها إلا إنها السبيل الوحيد , ومكنش يبقي في بنات بتترمي في حضن الذئاب البشريه لمجرد بس أن الصياد عرف إزاي يسمع الفريسه ويحتضنها ويحسسها بكل إحتراف بالأمان ...




ليه مش بنسأل نفسنا ليه الواحد مننا ممكن يدور عبر الأسلاك علي أي مجهول عشان يتكلم معاه عن كل شئ يخصه ويحكيله قصة حياته حتي نقاط ضعفه وبعض النقاط اللي ممكن تكون مهينه ....كل ده لمجرد إنه مشتاق للي يسمعه حتي لو كان لا شافه ولا يعرفه رغم إنه سبحان الله جمبه اللي من دمه ولحمه ؟... كل ده لأنه للأسف عايش أزمة سمع ...!!




عايزين كمان كبشر نقضي علي العناصر المريضه وسطنا ..اللي بيسمعونا لأهداف دنيئه ويوهمونا بالحضن الدافي والأمان نقضي علي اللي بيسمعنا عشان يعرف نقط ضعفنا ويبدأ يفهم مداخل شخصيتنا ويبتدي يلعب بدماغنا وكمان يجيب أجوان ....




إحنا بنسمع بعض أو المفروض نسمع بعض مش عشان اهداف مفروض تسمع غيرك عشان تفهمه وتحسه وتشاركه حزنه قبل فرحه حتي ولو بنظرة عين أو أبتسامه أو لمسه رقيقه علي كتفه يحس بها إنه مش لوحده ...لأنه بدوره من غير تفكير لما تبقي في نفس مكانه هايعمل ده معاك بحب وهنا يبقي الود ....




يا بشر حتي الورقه والقلم بيسمعوا بعض وبيحسوا بعض وبيشتاقوا لبعض غيروا منهم وقلدوهم وحاولوا تحلوا أزمة السمع اللي هي أزمة أنسان تاه في عالم فاقد للأمان ....








ناهد سمير








Wednesday, June 17, 2009

!...أه يا إمرأه..وجدتها الداء بعد أن كانت هي الدوا


أه يا إمرأة قلت يوماً أني تعلمت علي يداها معني الهوا


وصرتي الداء بعد أن كنتي الدوا ...


وعلمتينني كيف أهوي من فوق الجبال لعالم بلا مأوي


فصرت في حبك وحيداً شريداً بلا وطن


ظننتك بشر ...وفي ضوء القمر سترأفين لحالي وللسهر وتجيبي عن سؤالي


.إلا أن الحجر بظلمك لي قد شعر وسقط المطر وأجاب عن سؤالي ,


وعلمني حينها أنني عشقت إمرأة بلا وطن ...


لا غالِ لديها ولا قلبها للحب قد فطن




لبيك يا قيس


لبيك عنترَ ...


صرتم في الأساطير شعر مخضرم


وصار الحب في أزماننا علي البقاء مجبر




أدعوكي حبيبتي لتتعلمي معني الأنوثه


وعندما تتعلمين تيقني ....


أنه سيأتي اليوم لآروي عن إمرأة تحديت من أجلها نفسي فخسرت !


وعلي أيامي في حبها ندمت !


ولكني كسبت لغة التحدي ...




أه يا إمرأة بعت من أجلها أمر الهوا ...


وحلمت بأنفاسها لتصير دواء فكانت الداء الذي أماتني ..


وأشفق الموت علي حينها ورق لحالي فاللحياة أعادني ....


وبعثت ثانية لآري وجح قبيح ..


وخصر نحيف ...


وإمرأة تتقن في حبها معني الزييف


في عيناها مكر مخيف ...


أتعجب لحالك !!


ولرقة دلالك ...


وأشفق عليكي منكِ


وأخشي ما يدور ببالك !




أرحلي عن عالمي يا أنثي حمقاء


فأنا لم أعد أعشق أشباه الصادقين


أنا الحر الأبي....


لا أعشق سوي الأحرار في عالم زرعتي فيه معني الأنين


كيف للحر أن يعشق رمز الطغاه ؟!


يا من بحبك فقدت طعم الحياه ...




أنتي الأمر المنتهي


أنتي السراب في حلمنا المبتدا ...


فسيري في الأرض تيهاً وأعلمي ...


إنكِ إلي ستشتاقين


وستعلمين ...


بأنني كنت الترياق لألم السنين


وعلي كتفي عرفتي طعم الحنين


ولكني في هواكي ...ذوقت وعرفت معني الأنين






...أه يا إمرأه ................!










نــــــــــاهد ســـــــــمير