Thursday, December 9, 2010

...!! ماتقولليش يا بابا


بعد موت الأم بقي كل شئ مالهوش أي طعم , البيت فاااااااضي رغم أنهم جواه , كل شئ في مكانه بعد أخر لمسة منها , وكأن الحيطان والهدوم وحتي الكراكيب في حزن شديد ع الست اللي كانت بتجمع الكل ومن بعدها كل شئ مستخبي ظهر وبان والظلم زاد , والبُعد بقي في أبهي صورة وأتحول البيت لأكبر بانسيون أصحابه حتي ما بيرموش السلام علي بعض !!

أما هي فاتعودت علي كده وبقيت مرتاحة في خلوتها " أوضة ع الشارع بيسموها صالون " مع إن مبقاش في صالونات أصلاً دلوقتي لكن هي سعيدة بها لأنها أخر مكان الأم قعدت فيه واتوفيت فيها  , الأب زادت الامبالاه عنده وبقي بيتحكم بالفلوس بإعتبار إنها المعبرة عن رجولة ناس كتير فاقدين للمعني الحقيقي للرجولة , وهي تستحمل وبتقول كل شئ يهون عشان البانسيون يعيش ,وتقول لنفسها : أهو علي الأقل نبقي مع بعض حتي لو إحنا مش مع بعض .. لكن اللي كان فوق أي إحتمال هو إن الأب بسرعة بسرعة أستعان بست جديدة تداوي جراحه وهي كانت بتموت كل ما تحس أد ايه المدة قصيرة علي وفاة الأم وهو مش قادر يحترم حتي العشرة , طب بلاش طب مشاعر الولاد " ابنه , ابن اصغر منها سناً , وطفل اصغر منهم هما الأتنين " .. 

هي في حزنها ووجعها بتحاول تلم شمل أخواتها 
الأخ الأصغر منها بقي ابعد بكتير من الأول عنها وحتي عن نفسه وبقي خيرة في مشاعرة للي بره مش للي جوه كالعاده
الأخ الأصغر : مش فاهم لسه وفيه طيبة الأم بفطرته جداً ومحتاج لحضن يضمه ميعرفش غير انه يلعب وكأنه لسه بيحبي .

الأمر في البداية كان محسوس بالنسبة لها مش ملموس , لأن الأب بدأ ما يتكلمش عن الأم خالص , كانت صورتها علي موبايله وفجأه إختفت , وبدأت أغاني أم كلثوم تملي البيت رغم أن ده مكنش موجود قبل الوفاة خلال سنين العشرة , ومكالمات هاتفية بالليل بالساعات , والنور ينطفي , ورنات ورسايل ,لغاية ما البنت في يوم فتحت موبايله ولاقيت رسايل مبعوتاله عمرها حتي ماتتخيل إن بنت في سن المراهقة تكتبها لشاب زيها , وفتحت بقها في استغراب موجع وقالت " ياااااااااااااااااااه " للدرجة دي وبكيت جداً وقالت بصوت عالي " ده أمي مكملتش سنة " !!

وبدأ الخلاف بينها وبين الأب بعد رجوعه وسألته عن الرسايل فأنكر بشكل يأكد وجود ست فعلاً , أصل العيون ما بتكدبش بالذات لامؤاخذة في الحب .وإتخانقوا خناقة كبيرة , والبنت أنهارت جداً وصوتت بطريقة هيسترية هي نفسها إستغربتها جداً وبقيت تجري في الشقة مش عارفه تعمل إيه ؟ وهو مش عارف يرد علي أي كلام , وقسوته طغيت علي ملامحة .. وفجأه من كتر صواتها وخوفه ان الجيران تسمع وتعرف ايه حصل ضربها بالقلم , بس للأسف ده زادها قوة . وانتهي الكلام بإنفجار غضبها كالأتي : مسكت بلي من اللي بيلعبوا به العيال وكسرت به شاشة التليفزيون .

الأيام تعدي وهو بيتحكم فيها بالفلوس يديها ما يديهاش براحته , وأحياناً يرميلها الفلوس ع الطرابيزة عشان تلمهم زي الخدامين وهو فرحان بإهانتها ,وكأنها مش بنته وده شئ مش جديد بالنسبة لها فكانت بتقول لنفسها " هو انا زعلانه ليه ؟ إذا كان اللي اتحملته سنين واتحديت اهلها عشانه جوعها وأهانها وخانها علي حياة عينها و ما إحترمش العشرة بينه وبينها وكان قاسي عليها , هايبقي حنين عليا أنا ؟ ! " 
وفي يوم كانت نازلة من البيت فراحت تطلب منه فلوس 
هي : بابا عايزة 5 جنية 
كانت بتقول بابا بوجع لأنها مش حساها
الأب : معييش 
ولأنها عارفه أنه معاه بس بيذلها فكملت كلامها تاني وقالت : عايزة 5 جنية عشان أنزل 
الأب : معييش 
هي :يا بابا عايزة 5 جنيه معلش 
الأب : ماتقولليش يا بابا 

وهنا كانت الصدمة و
للحديث بقية 
عن المتتالية القصصية بعنوان " ماتقولليش يا بابا " 
وهايكون فيها رسم للشخصيات 
وهي معبرة عن وجود الراجل في حياة المرأه سواء " صديق / أخ / حبيب / أب / أو حتي ابن "