Friday, March 8, 2013

عايزة أهرب








كل يوم لما بفكر في الألم اللي بيسببه المجتمع الذكوري لستات كتير سواء في المجتمع الأكبر أو جوه الأسرة الواحدة ، مابلاقيش غير حلين واحد منهم قوي ، والتاني ضعيف بس بصراحة الأتنين مؤلمين جداً ومالهمش بديل .

الحل القوي هو : استمرار المقاومة بالكلام ، الفعل ، وبإني أفضل أحقق إنجازات يشوف منها المجتمع الذكوري إني موجوده وقادرة أنجح رغم تقييده ليا وتحجيمه لدوري ، وكمان عشان الذكور في بيتي يفهموا إني ليا حقوق زي ما ليا واجبات .. لكن هيهات كأني بضرب دماغي في الحيط بدون فايدة لا المجتمع بيحس أو يشوف ولا البيت بيسمع ولا عايز  .

بس أنا مستمرة وبقاوم عشان نفسي لأني من حقي أعيش بطريقتي وبتفكيري وأخد حقوقي زي ما بقوم بواجباتي ، بس ما أكدبش عليك بتعب وأقع في النص ، وبحتاج حد يسندني _ يسمعني _ يفهم مشاعري اللي أنا نفسي ساعات مابعرفش أفسرها _ يشاركني جنوني _ يخلقلي براح أجري فيه بحرية .. 

فبهرب للشارع اللي بلاقي نفسي فيه ، مع العلم إنه مابيرحمش ..

 علي سبيل المثال / رغم إني محجبه عن اقتناع بس جوه بيتي نسيت أنوثتي ،نسيت شكل شعري ، لسه يادوب من سنة بدأت أحط حلق في ودني وأحس إني ست ، ساعات كنت ببص لنفسي في المرايا وأنا بشعري والحلق في ودني وأعيط وبعدين أضحك وأقول لنفسي معلش بكرة تحلي .

القمع جوه البيوت الذكورية مش بس بالضرب أو بالكلمة القاسية اللي تجرح وتمرض الواحدة مننا نفسياً لاء ، القمع الأخطر هو تفريغ الست من مضمونها بطرق ناعمة مايتحسش أثرها غير بعد فترة لما الست تكتشف إنها نسيت أنوثتها أصلاً .

عشان كده أنا لسه بقاوم ... 

أما الحل التاني فهو : الهروب 
أوقات لما الطاقة جوايا بتقل والحِمل يزيد من كل النواحي ، والاقي إن جريمتي الوحيدة هي إني " بنت " بحس بحسرة  وبفهم أد إيه المجتمع العقم فيه في العقول مش في حاجة تانية .. وده كمان بالإضافة إن مطلوب مني أداوي الكل وهما يجرحوني بدعوي إن ده حقهم وإنهم بتصرفاتهم كلها بيحموني ويحافظوا عليا !! 

مُطالبة بإني أشتغل وأجيب فلوس ولو معرفتش أجيب اقعد في البيت رغم إن الكل مش عارف يجيب فلوس ستات ورجالة !! ..

مُطالبه إني أفضل محترمة بطريقتهم هما  اللي بيفرضوها عليا ، مش بمعني الإحترام الحقيقي وإلا هايتبعتر بكرامتي الأرض نظام مقايضة غريب عمري ما قبلته ولا هاقبله ، مع العلم بقي إن اللي بيطالبوا بالإحترام مش بيطبقوه أصلاً !!

فيزداد الخناق ويهرب الهوا من حواليا وما اعرفش أتنفس ، أصلك لما بتفضل تقاوم يوماتي بتيجي عليك ساعة بتهنج وممكن يغمي عليك .. فبهرب للشارع ، لكن كتير الفكرة بتكبر جوايا وببقي عايزه أهرب " الهروب الكبير " بس معنديش الشجاعة أعمل ده ، وبعدين لو هاهرب هاهرب فين ؟ وإزاي ؟ 

بقالي كذا يوم بفتكر جملة قالتها نهي العمروسي في مسلسل البلطجي بتقول " إحنا الستات والله مالناش غير ربنا " .. مع العلم إن الجملة مش ضعف بالعكس كلها قوة للي فاهمها صح .

وعلي رأي الشاعر / ضياء الرحمن لما قال :

البنات أزهار بنفسج
لون شحوب مبقاش بيبهج
ف ضحكهم الدمع يغلب
أصلهم شافوا كتير
و الصفح مش راضيه تقلب
الحريه ف مصر قهوه

  فالمقاومة والمعافرة ومواجهة الفكرة بالفكرة هما الحل لغاية مايجي الوقت المناسب للهروب .