Wednesday, December 23, 2009

... ردي علـيا يــا ضـنايا قبـري خلينـي أنــام


حوار كنت اتمني يحصل من زمان ....
صراحة واجبه مع نفسي ومع الأنسانة اللي كانت ومازالت وهاتفضل سبب استمراري في الحياة ...
يمكن ماقدرتش أكتب الحوار ده قبل كده لأني كنت بعوض نفسي بنظرة عنيها , بكلمة منها , بنفس خارج من صدرها يشق صدري ...لكن قررت اكتبه واعرضه يمكن لنفسي قبل ما يكون لأي حد .. فخلينا نبدأ

وحشتيني ..
وانتي والله يا ضنايا ..
فاكرة ملامحي يا أما ؟
طبعاً يا بنتي , وأنا من أمتي نسيتها !!
ده من وأنتي في حشايا حتة لحمة حمرا وأنا عارفاكي وحساكي وعارفة وحافظه
ملامحك ..

ياااااااااااااه للدرجة دي !!
وأكتر يا حتة مني
بس زعلانة منك يا بنت بطني
ليه بس يا أما ؟
مقصرة في حق ناس كتير , ومقصرة في حق نفسك , وفي حق ربك
ده أنا جيتلك في المنام زعلانة منك وقولتلك من غير كلام إيه اللي المفروض
تعمليه
صح يا أمي عندك حق وهاحاول أصلح تقصيري ...

تعبانه أوي يا ماما ..
من إيه يا بنت بطني اشكي وفضفضي ..تعالي بس كده وعلي حجري اقعدي وعلي صدري اسندي وارمي علي كتفي حمولك
: أااااااااااه يا أمي .... الطفلة الصغيرة بنت بطنك تعبت والدنيا بتحاول تغيرها بنتك اللي كان كل اللي يبهرها ويسعدها في الحياة ( فزورة لنيللي أو شريهان من قبل ما تعرف مين هو فهمي عبد الحميد , و كان يبهرها بوجي وطمطم وصوت هالة فاخر من قبل ما تعرف مين هو رحمي , و كان يسعدها إعلان ريري والشمعدان , كان ينور تفكيرها المسرح بأضوائه وضحكة جمهوره من قبل ما تعرف ان شوية الخشب اللي واقف عليهم شوية بشر بيمثلوا ده اسمه مسرح ...اللي لما كبرت شوية بقي يبهرها جرنال علم في حياتها كتير, علمها قبل ما تقرأ أي كتاب , وكانت تدور بين سطورة علي كلمة أو جملة تلمسها من جوفها , كان بيبهرها عالم منفتح رغم أنه في الحقيقة أصل الإنغلاق ..كان يبهرها كلمة بحبك من صديق أو حتي إهتمام ,كان يهزها حضن عفوي من الغريب يضمها بشدة في وقت هي فيه في أشد الإحتياج للمسة حنان , كان يبهرها الجمال في مظهر عربية بأربع عجلات ماشية تتمختر علي الأرض لونها جميل أما عن سرعتها وهي كام سي سي مايهمهاش .. كان كل مناها كتاب تحبه ويحتويها مش مهم كاتبة مين ؟ المهم تتوه جواه وبين سطورة تحس كل حاجه ماحستهاش , يبهرها لوحة ترسمها وبعد ما تخلص تبصلها , وتسأل نفسها 100
سؤال :

أنا عملت ده إزاي ؟
معقول ده قلمي اللي رسم ؟!
وتكتشف بنت بطنك فجأه إنها نسخة منك , لكن إيه جمبك أكون ؟؟؟..
خطي نفس خطك ..
حتي إيدي حتة منك..
أيوه يلملم شتات روح طفلتك لوحة غامضة واضحة مش مهم , لكن ضروري تكون لها فاهمة وألوانها تبقي شمس وسط النهار سايبه بصمة ...

ويفصلها عن ذاتها خيل أصيل , أسمر كحيل , كل مناها بس منه تقرب تهمس له حبه عن المحبه اللي له شالتها سنين , يوجعها عيونه اللي مليانه دموع ما يشوفها غير اللي حس بألم يسوع ولو كان مالوش ملة ولا عنده دين ...

يكفيها بس موجة بحر عالية أو هادية مش مهم , ما البحر في عز غضبة أو حنيته برضو صامت حزين , لكنه بالنسبه لها كاتم السر الدفين ...تشكي له يوم ورا يوم وهو عليها بموجه يرد , ولقلبها أقرب ما يكون ضحكة الدلافين من بين كل الكائنات اللي خلقها ربنا هما دول بس الأقربين بغض النظر بقي عن البني أدمين ...

هزها بعفويتة صلاح جاهين .. وبسياستة وقوته عبد الناصر
وبإصراره علي مبدأه نجيب سرور .. وكتبها بحنيته نزار قباني
جذبها بفكرته بيرم عم الطيبين .. وبفنه وشغلته علي المسرح صبحي الحزين

يااااااااااااه حمل تقيل .. سياسة , علم , ودين ( وأنا بينهم مين أكون ؟ ) ...
تعرفي يا أمي سمعت مرة حوار بين أب وضناه كان بيقول :
عرفوني يا أبا راجل مجدع همام ..
والبنت وسط الزحام كيف تبان ؟..
لاع كتير ده ماهوش كلام ..
ده أقوي من السهام ..
كفاياك يا قلبي كفاياك ملام ..
اَباي عليك كفاياك يا ولد , كفاياك كلام ..
ماعادش نافع ..عالم منافع
وعليك أهوالوقت أخر , الدنيا إكده عايمة وهاتفضل حتي الزوال
وأنت يا ولدي يا دوب تنام ..
وأديتك يا أبويا ضهري ولنفسي قولت :
واااااااه ومن البداية ليه السؤال !!!!
وفي النهاية :
يا ناس يا عالم يا دنيا فانية
بمثقفينها وبعلمها وبسياسة تافهه وبالناس المنافقه
قررت أنا ..قررت أسيبكم
وأقوم أنااااااااااااااااااام
خلص الكلام , يلا روحوا
ومن غير سلام .

إلا يا أما ده يبقي يأس ؟
ولا حكمة ؟
ولا شئ مالهوش تفسير ؟
سكووووووووت وصمت منك ليه كده ؟..مصدومه فيا , ولا عليا خايفه ومني متأكده ؟
روحتي مني فين يا أمي لسه لكي عندي كتير كلام ...
أقولك شئ جوايا وماتضحكيش مني ...
فاكرة لما بخطوتك كنتي تمشي واحسك في الفجر قايمة ترددي بصوتك الأذان , تتوضي يا قلبي بمية ساقعة في عز الشتا لجل ما تدعي في ليل عليل منوره بدر التمام ...
لا عمري سمعتك بتقولي إيه ؟ ..ولا عمري سألتك ..لكن ياما سمعت أنين وأهات كنتي دايماً تصلي بالساعات لا يوم زهقتي , ولا يوم حسيتي بملل , والسبحة جمبك ترددي بها يااااااااااارب
سبحانك ياااااااااااااارب
أنت أكبر من أي شئ
الحمد لك , والشكر لك
بستغفرك من كل ذنب ...
وحشني صوتك , وخطوتك , مية وضوئك , وسبحتك , وصوت سجدتك ..
هاستني بكرة في نفس المعاد , فجر تاني أسمع فيه صوت خطوتك في ليل عليل منوره بدر التمام ...

_ أنتي الوحيدة اللي كنت اكلمها عن عبد الناصر وأشوف في عيونها حنين وفرحة زمان اللي راحت من سنين , يااااااااه بشوفك في فايزة أحمد وعجبي يا زمن الأم فايزة وبتحب فايزة أما يأمي عليكي حاجات .. بشوفك في وردة وغناها , وفي رقة نجاة في كبرياء عبد الحليم , وثقة كوكب الشرق , بشوفك في حسنة بني ساكنة إيديا من يوم ما أتولدت وكأنها علامة أول بوسة منك علي أيدي في سبوع حضوري لدنيا البني ادمين .. بشوفك في شارع بلدنا جاية من السوق شايلة الشنطتين إشي خضار وقوطه وجزر وبامية بشم ريحتها من عالسلم , أقولك سر ( أكلك رغم شكوة الكل منه ومن بساطته إلا أنه الوحيد اللي له طعم في حلقي ومازال ) ...

قوليلي يا ضنايا عاملة إيه مع سمر ؟
يااااااااااااااه بتحبيها يا أمي صح ؟
يكفيني إنها حبيت ضنايا , عليت في نظري لما في صغر سنها طلعت عارفه ربها وفي عز عمرتها فاكراكي بنت ناس من قلبك قريبة , وصوتها بس كنت بشوفوه بيسعدك حتي أهلها بتعتزي بهم وتحكيلي عنهم , وكنت أسمعك ....

بس قوليلي برضو عامله معاها إيه ؟
معاها برغم إني مش معاها , بحبها ..بحسها ..مش عارفه أوصف بس ساعات يا أمي بتكسف أقولها : ( معاكي يا بت لاقيتني , بضحك معاكي من قلبي , باكل معاكي , مش بخجل منك , ويوم شدتي حضنك الشئ الوحيد اللي كان محتمل , من وسط كل الناس أختارته هو يكون الأمل , وبجد كلمة بحبك ولا تساوي أي شئ قصاد اللي جوه مني لكي ...) بيقولوا يا أما أن لو حد عايز يسيطر علي ابن ادم يسيطر علي عقلة ثم جسدة ثم روحه , وسمر معاها التلاته فهنيئاً لها بهم ...
مقصرة معاها يا بنت بطني ؟...خلي بالك منها في الزمن ده مفيش ومبقاش وياما حذرتك ...
أه مقصرة معاها أوي , وبحاول أصلح تقصيري
صدقيني يا أما جوه القلب كتير كلام ماقدرش أقوله , وكفاية كده كفاية كلام

أجيبلك إيه وأنا جاية ؟
هاتيلي أنتي ..هاتيلي علاء أبني .. هاتيلي محمد راجلي وضنايا ,..هاتيلي سبحتي وتفسير القرأن, ..سجادة الصلاة والراديو القديم اللي دايماً بشغله علي إذاعة القرأن , هاتيلي مروة , وحفيدي , هاتيلي عمري اللي مر أوام , هاتيلي بيتي , وسريري اللي كنت وحدي عليه بنام , هاتيلي ذكرياتي , وصوره فيها أنا وأمي , هاتيلي جارتي أم غادة وسلميلي علي بنتها رشا كمان , هاتيلي جلابيتي وشبشبي وخماري اللي مروة بنتي كانت تشوفني فيه بدر التمام , .....وكفاية كده
كفاية كده ردي عليا يا ضنايا قبري خليني أنام .
وللحديث بقية

إمضاء :
ن . س