Sunday, May 17, 2009

أيكاروس.. فارس لا يعرف معني الحياه





سوق البلده ممتلئ بالصخب وأهل القريه من بائع لبائع يبتاعون إحتياجاتهم , وهنا من يسرق غيره, و أيضاً من تواعد المحبوب لتلقيه بنظره تقول له بها " أه أشتاقت إليك " ليقول هو لها في همس " أتراني احلم ؟ " أطفال يلعبون وكثيراً ما يقومون بالمقالب المضحكه ...وحرس الوالي يراقبون الجميع من بعيد فإن كان هناك من يخطئ فالسياف يصيح كل يوم تنفيذاً لرغبة الوالي " هل مزيد " ..

وفجأه يصيح " بيكاسوس " معلناً قدوم صديقه أيكاروس ...الفارس الهمام الذي يقدره الجميع , في عيناه يسكن معني الحريه وملامحه علي جانبيها حزن دفين وذكري لم يعد يتحملها , ولكنه يحملها أينما ذهب ..طفل كبير بقلبه وحكيم في عقله ...يبحث عن شئ ما لا يعرف هويته ولكنه يستميت في سبيل الوصول إليه ..

وها هو أيكاروس يلقي التحيه علي بائعي السوق ..مرحبا يا رجال وسع الله رزقكم اليوم ...البائعين : أدعوا لنا أيكاروس فأنت رمز الحرية في بلادنا أيكاروس : أدعو لكم من كل قلبي فأدعوا لي ان أستريح من حيرتي

وهنا يتركهم ويكمل سيره في سوق المدينه وكأنه بالفعل جاء ليبحث عن شئ يجهله وظل يسير باحثاً عن هذا الشئ الذي يعلم جيداً انه سيجده وحينها ستبدأ الحياه.. الجميع ينظر إليه وهو يسير في شموخ ...فهو يسير بخطوات تعلمك معني الحكمه بفرس له سواد الليل عيناه تقول الكثير, يعطيك دروس في الشموخ والكرامة حين يرفع هامته لأعلي ويصيح منبهاً فارسه وكأنه يقول له : " ها قد حان وقت الرحيل " ...

وفجأه يري أيكاروس طفل صغير يبكي بشده يسير وراء أمه ممسكأ بأطراف جلبابها , فنظر إليه أيكاروس وتذكر ما كان في الأيام الماضيه ..فقد كان أيكاروس طفل عنيد منذ نعومة أظافره متمرد علي كل شئ سيئ راغب في الحياه ..لم ينعم بشئ منذ الصغر ورغم ذلك لم يفقد الأمل , وحده طوال الوقت ولكنه مسمتع فيكفيه فرسه بيكاسوس الذي كبر معه يوم بعد يوم ..دموعه في ليالي كثيره حفرت علي الصخور قصص لا تعد ولا تحصي لا يعلمها سواه ...وهنا ينزل بشموخ من علي فرسه ويجلس علي قدميه ليقترب من الطفل بود وحنان أستغربه الطفل ذاته , فمسح دموع الطفل وأعطاه قطعة حلوي وقال له في حزم مغلف بحكمه :

" لا تبكي يا صغيري ..فقط ابتسم فغداً أفضل ويكفيك انك بجوار الوطن فأمك هي الوطن فأنعم به فمن سواك لا يعرف اين تكون أرض وطنه , ورغم ذلك يبتسم فما بالك بك أنت ..هيا أبتسم ....وينظر إليه أيكاروس وكأنه ينظر لنفسه في المرأه ليري ماضيه ها هو هنا يقف أمامه واقع محير يسعده ويبكيه في الوقت ذاته ...وبينما يحاول أن يمتطي فرسه ليكمل سيره في سوق البلده ..

اه أعذرني يا هذا

تلك هي الجمله التي قالتها الفتاه صاحبة العينان الساحرتان ..." فورتونا " عندما أصطدمت بكتفي أيكاروس , وما ان رأي عيناها إلا وقع في حبها وقال بين طيات نفسه : " ها قد وجدت ما كنت أبحث عنه " ...فألقته بنظره محيره ما زال لا يعرف معناها إلي الأن , وأكملت سيرها فتاهت منه وسط زحام السوق , فظل يبحث عنها ولم يجدها ومن بعدها أخذ يجول البلده كل يوم باحثاً عنها , وعند نهاية اليوم يجلس في مكانه المعتاد عند أخر البلده وحيد شريد لا يذكر سوي نظرة عيناها ...

وهنا يقترب من فرسه بحنان معتاد وينظر لعيناه ويحدثه

اه أحببتها يا خليلي لا أعلم متي ولا أين أجدها ولكني أعشقها فها قد علمت أخيراً ما كنت أبحث عنه ها قد وجت مؤنسي في وحدتي ظللت العمر بأكمله أبحث عنها وها قد وجدتها بجواري دون ان أدري .., وسأظل أبحث عنها حتي وأن أضطررت ان أموت لأجلها

فيصيح بيكاسوس في غضب وينظر إلي رفيقه بإشفاق بلغ ذراه ودمعت عيناه خوفاً علي أيكاروس وكأنه بالفعل كان يعلم ما تخفيه الأيام ..
وكالمعتاد في كل صباح يسير أيكاروس في البلده بحثاً عن محبوبته " فورتونا " , وبالفعل وجدها تبتاع من السوق فسار وراءها حتي علم بمكان منزلها , وذهب إليها ليلاً وأسقل شرفتها نادي : هل لي أن اتحدث إليكي يا فاتنتي ؟

وخرجت من الشرفه فتاه يختفي القمر خجلاً من جمالها الفاتنقالت : من انت يا هذا ؟أيكاروس : فارس يرغب في مساعدتك لمحت في عيناكي منذ رأيتك نظره محيره وحزن كبير وأصابتني سهام عيناكي فهل لي أن أساعدك ؟

قالت :وهي تتنهد اااااااااااه يا أيكاروس فقد وقعت في بحور الهوا ومحبوبي حبيس في سجون الوالي ..كل يوم أطلب الموت ولكني أخاف عليه فهكذا أقتله مرتين مره وهو بعيداً عني في سجن الوالي ومره أخري بموتي فقد أرتضي بالسجن من أجلي ...فالوالي يهواني وانا لا أتمني سوي محبوبي ...وفجأه تبكي " فورتونا "

وهنا لا يجد أيكاروس سوي الصمت فالحلم الذي ظل يسير وراؤه تحطم في لحظه وشعر وكأنه طفل معلق بين رحم أمه وبين الخروج للحياه يعافر ويعافر فإما أن يموت مختنق بين جدران رحم أمه وإما أن يخرج للحياه ويستنشق عطرها , فتتساقط الدموع بداخله وكأنها نيران تكويه وظل قلبه يخفق بشده وأكمل حديثه معها وقال : ................

وللحديث
بقيه مع أيكاروس
نــــــــــاهد سمير

No comments: