كنت قاعدة ع القهوة في
أمان الله حاطة السماعة في ودني بسمع مزيكا وبقرا في رواية ، لاقيت واحدة ست لا هي
كبيرة ولا صغيرة في السن ملامحها حلوة وعيونها ملونة زي ما بنقول بالبلدي ، لابسة
جلابية وعليها خمار منقوش من اللي ستات كتير مؤخراً بيلبسوه وبيصلوا به ، المهم هي
كان بقالها دقيقتين ولا حاجه واقفه قدامي وبتكلمني وأنا مش سامعة فشيلت السماعة لاقيتها
بتبتسملي وبتقولي : ممكن أقعد ؟! .. قولتلها اتفضلي ، أنا استغربت ليه أنا بالذات
اللي عايزه تقعد معاها بس بعد كده عرفت ليه ...
قعدت وبدأت الكلام بدون
أي مقدمات وكان الحوار كالتالي :
" أصل أنا لاقيت ستات وبنات قاعدة فقولت
أقعد أشرب شيشة علي ما أنزل البضاعة بتاعتي وأبدأ بيع " ، وما أدتنيش أي فرصة
أقول أي حاجه فكملت وقالت " أصل وأنا ماشية لاقيت واحد صاحب محل فقولتله
" إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية
" فلاقيته تف عليا \ قالتها بصعبنه
" ..
أنا بقي استغربت
الطريقة والحكي السريع ، فسألتها هو إنتي أسمك إيه ؟ رديت بدون تفكير " سماح
عبد العزيز " ومعايا بطاقتي كمان ، ومن هنا بقي بدأت الحدوتة ..
سماح : أنا قعدت معاكي
عشان لاقيتك بتقري أصل أنا بحب المثقفين والصحفيين أوي " ووسط الكلام طلبت شيشة تفاح " ..
ولما جه الولد عشان يرصلها الحجر فتحت معاه حوار طويل إن الشيشة مكتومة والحجر مش
عارف عامل إزاي و .. و.. وقالتله إنها هنا
من 20 سنة .. وقالتله كمان أنا 45 سنة ، وبدأت تديني معلومات عن الشيشة وقالت إن
عندها في البيت شيشة صغيرة وإن ولادها حاولوا يخلوها تبطل بس هي بتحبها ، وبتعرف
تحمي نفسها من أضرار الشيشة بحاجات طبيعية زي العسل وغيره من الحاجات اللي بتغسل
الصدر وبتشربها ع الريق .
سماح : أنا أصلي هنا من
20 سنة ببيع سوداني في وسط البلد ربيت ولادي وجوزتهم من بيع السوداني بعد ما جوزي
مات ، وبحب الصحفيين والمثقفين أوي وبحب أقعد معاهم .. ، ولما سألتها اشمعني
الصحفيين يعني ؟.. قالت :أصل أنا كان نفسي
أطلع بنتي صحفية .
وقالت كمان : تعرفي أنا
في واحد من ولادي قالي يا ماما اقعدي في البيت وأنا أديكي كل يوم 12 جنيه بس
ماتنزليش ، لكن أنا رفضت أصل أنا هنا بقالي 20 سنة ، رغم إن معاش جوزي كان 800 جنيه وبعدين زاد بقي 900 وبعدين قل تاني
.. بس أنا خلاص خدت ع النزول .
سألتها إنتي منين ؟
قالت : أنا م " البحيرة " بس قاعدة
في " ناهيا " .. وكملت كلامها
بأريحية غريبة كالأتي \ أنا مش متسولة أنا ببيع منتج وهو" السوداني " أما اللي بيبيعوا مناديل دول تسول وبيتمسكوا زي
ما الظابط قالي ..
تعرفي أنا في النقابة
بتاعة حقوق المتسولين دي بس أنا مش شايفة منها حاجه ومش بيفيدونا بحاجه ..
أما بقي عن السياسة
فكان الكلام كتير جداً يعني مثلاً ..
سماح : تعرفي أنا روحت
رابعة عشان استكشف الوضع عامل إزاي هناك ، وشوفت خيم كتير فيها فلاحين "
قالتها بقرف معرفش ليه ؟ " .. وكل الغلابة كانوا هناك واخدت كحك كمان ، وفي
واحدة مرة قالتلي تعالي مظاهرة واعملي علامة رابعة بأيدك وهديكي 10 جنيه ، ما
أكدبش عليكي روحت وعملت العلامة وخدت الفلوس ومشيت .. " معرفتش أرد عليها
سيبتها تكمل " !
بعد وقت جه صديق ليا
مربي دقنه شوية ، فخدنا الكلام وفي وسط ما هي بتتكلم عن الإخوان وحش حب هو يداعبها
فقالها طب علي فكرة أنا إخوان.. فأتخطفت شوية ، وبعدين خافت مني أن كمان وسألتني :
هو إنتي إخوان ؟! قولتلها اشمعني ؟ قالتلي عشان التحجيبة وكده ، قولتلها وأنا بضحك
طب ما إنتي لابسه خمار تبقي إخوان ؟، ولو
إخوان عادي يعني ..
أما بقي عن حكايتها مع " سارة وأصحابها اللي معاهم واحد أمريكاني
" فده موضوع كبير ..
سماح : أنا مش عارفه
مين الصح ولا مين الغلط في اللي حاصل دلوقتي أصل هنا في ناس ماتوا وهنا في ناس
ماتوا ..
أنا : هنا فين وهنا فين
؟ فهميني ..
سماح : ناس ماتت من
الإخوان ، وناس ماتت في الجيش ..فأنا مش عارفه مين الصح أنا لا مع ده ولا مع ده ،
فمش هقدر أحكم وأخاف أقول حاجه تطلع غلط فلو ُمت ربنا لما يسألني أقوله إيه ؟ ..
" وفي نفس ذات الوقت بتكمل كلامها وتقول " .. بس أنا مع الجيش أصل دي
المؤسسة اللي باقية ولو وقعت يبقي فاضل إيه ؟!
وهنا بقي ظهرت " سارة
" وصاحبها الأمريكاني أن أن أاااااااه طش .. سماح : وبعدين أصل في بنات جوه كده في القهوة اللي جوه
دي " هي تقصد القهاوي اللي في شارع بنك قناة السويس في وسط البلد " هي
وأصحابها البنات اتكلموا معايا وقالولي إن اللي ممشي البلد لغاية النهارده الإخوان
مش الجيش ، وإن الجيش هو اللي خارب البلد ، وقالولي كمان إن يوم 30 أكتوبر هيبقي
ثورة ، وقالولي انسي بقي ولا 25 يناير ولا 30 يونيو 30 أكتوبر هتبقي ثورة ثورة يعني ، .. سألتها
أنا بقي إزاي يعني ؟ رديت سماح : بيقولوا البلد هتولع وهيبقي في حرايق وكده .. أنا
بقي : امممممممم ..
فكملت كلامها بخوف :
بصي أنا بخاف من الإرهاب " مع العلم إنها طول كلامها مكنتش عارفه توصف
الإرهاب أصلاً ولما كنت بسألها كذا مرة هو إيه الإرهاب من وجهة نظرك كانت بترد
بردود ملهاش أي علاقة بالموضوع وهي فاكرة إن دي الإجابة_ لغاية بقي ما سألتها بحزم
كده إنتي بالنسبة لك الإرهاب إيه ؟ " .. فقالت : الإرهاب إن الواحد يبقي ماشي
في أمان الله وفجأه حاجه تفرقع فيه ويموت !! .. أنا بقيت بخاف من المترو بعد اللي
بيقولوه عنه .
وطول كلامها معايا كانت
بتتكلم إن عندها التماس وطلب نفسها توصله للسيسي وإنها حاولت كذا مرة مع جرايد
وذكرت اسم جريدة بعينها فعلاً وقالت إن محدش بيوصل الإلتماس ده ، وكانت مُصره إني
صحفية طالما كنت بقرأ كتاب وأنا ع القهوة فطلبت مني بشكل مباشر إني أساعد في توصيل
الإلتماس للسيسي ، فقولتلها هحاول والله وكنت عماله أفكر أوصله إزاي معرفتش أوصل
لحل غير إني اكتب عن تجربتي في الكلام معاها وانهي بالإلتماس اللي بتقول فيه سماح
:
" يا سيسي خد بالك
من 30 أكتوبر ، وخلي بالك من الغلابة والباعة المتجولين عشان لو الدنيا باظت هما
اللي مش بيلاقوا ياكلوا " .. وتممت كلامها بإشارة أيد مضمومة وكأن ما بين
صوابعها أكل ووجهتها لبقها .